الاثنين، 28 يناير 2013

عصر النهضة

عصر النهضة (إيطالية: Rinascimento‏)[1] هو عبارة عن حركة ثقافية استمرت تقريبا من القرن الرابع عشر الميلادي إلى القرن السابع عشر. وكانت بدايتها في أواخر العصور الوسطى من إيطاليا ثم أخذت في الإنتشار إلى بقية أوروبا. على الرغم من توافر الورق واختراع حروف المونوتيب التي ساهمت في سرعة انتشار الأفكار أواخر القرن الخامس عشر، إلا أن تغييرات عصر النهضة لم تنتشر بشكل موحد في جميع أنحاء أوروبا. شهد عصر النهضة بوصفه حركة ثقافية إزدهاراً في الأدب باللغات المحلية وابداعا في الأدب اللاتيني بدءاً من القرن الرابع عشر، ونهضةً في التعلم المعتمد على المصادر الكلاسيكية، والتي يعزو المعاصرون فضلها إلى بيترارك، وتطور الرسم المنظور والتقنيات الأخرى لجعل الرسم أكثر واقعية وطبيعية، والإصلاح التعليمي الذي كان متدرجاً لكن على نحو منتشر. سياسياً، ساهم ظهور عصر النهضة في تعدد المعاهدات الدبلوماسية بين الدول. أما في مجال العلوم فكان التحول الى الإعتماد على الملاحظة. يرى المؤرخون أن هذا الانتقال الفكري كان جسراً بين العصور الوسطى و العصر الحديث. ورغم أن عصر النهضة شهد انقلابات في العديد من الممارسات الفكرية و اضطرابات سياسية و اجتماعية كذلك، إلا أنه امتاز بالتطورات الفنية و اسهامات المثقفين مثل ليوناردو دا فينشي و مايكل آنجلو، الذي ابتكر عبارة رجل عصر النهضة.[2][3] هناك إجماع على أن عصر النهضة بدأ في فلورنسا بإيطاليا في القرن الرابع عشر.[4] اُقترحت العديد من النظريات التي تفسر أصوله و خصائصه، مع التركيز على عدد من العوامل بما فيها الخصائص الإجتماعية و المدنية لمدينة فلورنسا في ذلك الوقت وتركيبتها السياسية وسيطرة عائلة ميديشي الفلورنسية ذات النفوذ،[5][6] وهجرة الباحثين في الدراسات اليونانية ومعهم النصوص اليونانية إلى إيطاليا بعد سقوط القسطنطينية على يد الأتراك العثمانيين.[7][8][9]
لعصر النهضة تأريخ طويل ومعقد، وبالإضافة إلى نزعة الشك الشائعة لدى المؤرخين حول تقسيم التاريخ إلى عصور منفصلة وواضحة، فقد دار بينهم أيضاالكثير من النقاش حول تمجيد القرن التاسع عشر لعصر النهضة وأبطال الثقافة الفردية المعروفين برجال عصر النهضة، والتساؤل عن فائدة عصر النهضة كمصطلح وكتصوير تاريخي.[10] لاحظ مؤرخ الفن اروين بانوفسكاي هذه المقاومة تجاه مفهوم عصر النهضة:
ربما ليست مصادفةً أن حقيقة عصر النهضة الإيطالية كان مشكوكاً بها بشدة من الذين لم يكونوا ملزمين بالاهتمام مهنياً بالنواحي الجمالية للحضارة- مؤرخي التطور الاجتماعي والاقتصادي، والأوضاع الدينية والسياسية، وخصوصاً العلوم الطبيعية- لكن على نحو استثنائي من طلاب الأدب وعلى نحو غير محتمل أبداً من مؤرخي الفن.[11]
يتساءل البعض عمّا إذا كان عصر النهضة يشكل "تقدماً" ثقافياً عن العصور الوسطى، بدلاً من اعتباره فترة من التشاؤم والتوق إلى الماضي لجميع العصور الكلاسيكية،,[12] بينما يركز المؤرخون الاجتماعيون والاقتصاديون -المتأثرون باتجاه "الأمد الطويل"- بشكل خاص على الاستمرارية بين العصرين[13] والتي "مربوطةً بألف رابط" كما لاحظ بانوفسكاي.[14] كلمة النهضة امتدت أيضا إلى الحركات التاريخية والثقافية ، مثل عصر النهضة الكارولنجية وعصر النهضة في القرن الثاني عشر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق